بيان 26 جوان 2019

                                  ،تونس، في 26 جوان 2019

تحيي، اليوم 26 جوان، أمم وشعوب العالم وأحرار الإنسانية المجيدة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي أقرّته الأمم المتحدة سنة 1984. وفي 1988، أقرّتْـه الدولة  التونسية وصادقت على « اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو  المهينة

.ورغم ذلك لايزال التعذيب، في بلادنا ،كما في العديد من البلدان ،آفة خطيرة تنهش مجتمعنا وهذا ما تؤكدّه تقارير المنظمات المختصّة في المجال في رصدها للظاهرة بعد الثوّرة

. »فممارسة التعذيب لا تزال وسيلة تحقيق أوليةّ ليس في قضايا الرأي فحسب وإنمّا في قضايا الحقّ العام أيضا بل ويعرف الرأي العام، وخاصة في صفوف الشباب، أنّ المعاملة القاسية واللّاإنسانية والمهينة من أساليب الاستقبال بمحلات « الأمن

.وتتواصل هذه الحال في بلادنا لعدةّ أسباب لعلّ أهمّها ظاهرة الافلات من العقاب وإمعان السلطات الإدارية والسياسية والقضائية في حماية الجلادّين والتسترّ عليهم

،وبالمناسبـــــــــــــة

،تعبـّـــــــر منظمتنا، إلى جانب كافة المنظمات، عن شديد انشغالها وعميق تخوّفها من المساعي المتواصلة والرامية لتعطيل استكمال محطاّت العدالة الانتقالية والتخليّ عن المسار،  وخاصة في ما يتعلقّ بالهيئات المختصّة

.تؤكّــــــد مجددّا تمسّكنا باستكمال مسار العدالة الانتقالية بكافة محطاته بمشاركة مكونات المجتمع المدني وتحت رقابتها

.تعلـــــــن  أنْ لا مصالحة إلا ّ في إطار المسار العدالة الانتقالية دون سواه وبلا مراوغات

.تطالــــب السلطة التنفيذية بتنفيد توصيات التقرير الختامي لهيئة الحقيقة والكرامة وبدون مماطلة

.تطالــــب السلطات المعنيةّ بحماية قضاة الدوّائر المختصّة من التهديدات والمضايقات التي يتعرّضون لها. ونحمّل السّلطة المسؤولية الكاملة لهذه الممارسات المافيوزية

 .عسى أنْ تطوِيَ بلادنا صفحة الماضي المظلمة وتنخرط فعليا في بناء مجتمع جديد تسوده قيم الحريةّ والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية مع ضمان عدم العَوْدِ  لمنظومة الاستبداد

عن الهيئة ،الرئيـــس

رضــا البركـــاتي