نُحْيِـــــــي، اليوم،8 ماي، صُحْبةَ كافة القُوى الديمقراطية وأحرار تونس و »حرايرها » اليوم الوطني لمناهضة التعذيب الذي أقرّتهمنذ 31 سنة، وأرسته تقليدا نضاليا سنويا كلُّالقوى الحيّة في بلادنا التي رفعت صّوت الأحرار عاليا ضدّ الديكتاتورية وجلاّديها.
ومعلــــوم أنّ هذا التاريخ يناسب ذكرى اغتيال شهيد الحرية نبيل بركاتي الذي مات تحت التعذيب بمركز شرطة قعفور وظلّ جلادوه وقتلته، أمْرًا وتنفيذًا وتستّرًا،في حالة إفلات من العقاب.
ونسجِّــــلُ، اليوم، بارتياح، الخطوة المهمّة التي قامتْ بِها أخيراهيئة الحقيقة والكرامة والمتمثلة في نشرعدد من قضايا « الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية، متمثلة في قتل نفس بشرية عمدا، والتعذيب الناجم عنه الموت والاختفاء القسري ».
و لقدْ توجّـــــه، في هذا الإطار، يوم الأربعاء 25 أفريل 2018 وفدٌ من أعضاء هيئة الحقيقة والكرامة إلى المحكمة الابتدائية بالكاف لتقْدِيمملفّ قضيّة الشّهيدإلى وكيل الجمهوريةلإحالة المجرمين علىالدائرة القضائية المتخصّصة.
كما نسجّــــل، استياءناالشديد،لِتعرّضمسار العدالة الانتقالية لعديد المؤامراتالمحاكة من قبل جيوب الثّورة المضادة التي ما فتئت تعمل، على كلّ الأصعدة، بدءًا بهرم السّلطة، على تعطيل المساروتخريبه مدعومة بعدد هائل من أبواق الدعاية المأجورة في مُخْتلَفِ وسائل الإعلام في محاولة للتشويش على الرأي العام بخصوص مسألة العدالة الانتقالية خدمة للجلادين والمجرمين في حق الشعب والمافيات وبارونات الفساد.
ونحـْـــــــنُ، في منظمة ذكرى ووفاء، نجدّدُ مرّةً أخرى، وبهذه المناسبة، مطالبنا السّابقة معلنين عن تمسّكنا بــ:
- إعلان 8 ماي يوما وطنيا لمناهضة التعذيب بصفة رسمية حتّى تساهم كافة مؤسسات الدولة كلّ من موقعه (دور الثقافة والشباب، مؤسسات التربية والتعليم والتكوين، وسائل الإعلام…) في نشر ثقافة مناهضة التعذيب حتّى « لا تذُوقَ، مُسْتقبَلاً، أمٌّتونُسِيّة اللّوْعَةَ الّتِي ذاقَتْها أمّهاتُ الشّهَداء والضَّحَايا ».
- تحويل مركز الشرطة القديم بقعفور إلى متحف لمناهضة التعذيبومقرّ لجمعية الشهيد والجمعيات الحقوقية والثقافية ومكتبة عائلة الشهيد وفضاء ثقافي.
منظّمة الشهيد تُعبِّر، بالمناسبة، عن استيائها لِعدَم توفُّر فضاءٍ للنشاط الثقافي بمدينة قعفور (لا وجود لدار ثقافة ! نعم هكذا !)مِمّا عطّل، كما هو معلوم، بصفة كليّة برامج أنشطتهابقعفور فانحصرتْ بفضاءات بتونس.
وأخيرًا تعْتَبِرُمنظمتُنا هذا البيانَ تجديدًا للمطالبِ السّابقةِ الذّكر موجّها إلى رئاسة الدولة التي وعَدتْ مرّتَيْن ولمْ تَـفِ (نعمْ !هكذا !)،ورئاسة الحكومة ووزراء الداخلية وأملاك الدّولة والثقافة ومجلس نواب الشعب وبطبيعة الحال إلى مكوّنات المجتمع المدني والسّياسي والرأي العام الوطني.
Leave A Comment